أرجوكم ...... لا تظلموا الحيوان
أرجوكم ...... لا
تظلموا الحيوان
بقلم: د. زياد موسى
عبد المعطي أحمد
لا تصف الحيوانات بالغباء، فالحيوانات
من الغباء بريئة مثل براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فكل أنواع الحيوانات أعطاها الله
علم وذكاء يناسبها، ويناسب حياتها، ولكل نوع من الحيوانات قدرات خاصة تعطيها القدرة
على البقاء، ولقد تعلم الإنسان من الحيوانات عبر التاريخ أشياء أفادته في حياته وبناء
الحضارة، أي لعبت الحيوانات دور المعلم للإنسان.

الغراب ودفن البشر: أول حيوان تعلم منه الإنسان في التاريخ هو
الغراب الذي علم الإنسان طريقة دفن الموتى، وذلك عندما ظهر غراب يدفن غراب آخر ميت
لقابيل قاتل أخيه هابيل، قابيل "صاحب أول جريمة قتل في تاريخ البشرية" رأى
كيفية دفن الغراب لجثة غراب آخر فقال فتعجب أنه لا يستطيع دفن جثة أخيه مثل الغراب
“قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي".



الكلب ورائحة الشم: الكلب الذي أودعه الله حاسة الشم، يستطيع
أن يعرف صاحبه من رائحته، بل حاسة الشم القوية للكلاب تستخدمها أفضل أجهزة الشرطة في
العالم لتتبع المجرمين وتتبع أثارهم من رائحتهم، بل وتستخدم كذلك الكلاب البوليسية
في الكشف عن المخدرات والمتفجرات، ولم يستطيع البشر حتى الآن في اختراع جهاز يكون له
قدرات تفوق قدرة الكلاب في الشم وتتبع الرائح، فالكلاب خير دليل للبشر في تتبع الروائح.
وكذلك الكلب يستطيع أن يتعلم، وفضل الله الكلب المتعلم عن غيره من الكلاب، فأحل الله
لنا أكل ما أمسكت كلاب الصيد (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من
الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه
واتقوا الله إن الله سريع الحساب).

الحمار يعرف صاحبه: الحمار يستطيع معرفة وحفظ الطرق التي
يمشي فيها، ويعرف صاحبه، ويعرف بيت الذي تربى فيه، فالتكرار يعلم الحمار، والتكرار يعلم أيضاً
الشُطَّار، وفي ذلك نجد إحدى نوادر جحا الذي كان عنده حمار لا يهتم به ولا بأكله، فكان
هذا الحمار هزيلاً، فباعه جحا في أحد الأيام بثمن بخس، ثم بعد مدة من الزمن ذهب جحا
إلى السوق ليشتري حماراً آخر، فوجد حماراً أعجبه، فأخذه جحا وعندما ذهب إلى بلدته إذا
بالحمار يجري من جحا، وجحا يجري وراءه، فوجد جحا أن الحمار ذهب إلى بيته ودخل حظيرة
البيت ووقف مكان الحمار الذي باعه جحا، فصاح
جحا "هو أنت"، فأدرك جحا حينئذ أن هذا الحمار هو حماره الذي باعه ولكنه صار
ممتلئ الجسم بعد أن اهتم به من اشتراه واهتم بغذائه، فعرف الحمار صاحبه وبيته وحظيرته
بينما ضل جحا عن حماره!!!!


تسونامي التي ضربت جنوب
شرقي آسيا أن فرق الإنقاذ في المحمية الطبيعية لم تعثر على بقايا جثث الحيوانات التي
كانت تعيش في تلك المنطقة، وهذا ما يشير إلى نزوحها من مكان الكارثة قبل وقوعها. وفي
نفس السياق تحدثت شهادات أخرى عن حالات ارتباك لوحظت لدى الحيوانات تلتها عمليات نزوح
باتجاه المناطق الداخلية للبلاد. كذلك اكتشف
العلماء ظاهرة شعور الحيوانات بخطر الهزات الأرضية قبل وقوعها بساعات أو أيام فتهرب
الطيور مذعورة إلى قمم الأشجار وتصاب الأبقار والأرانب بالهلع وتهرب وتزحف الثعابين
من جحورها ويشتد نباح الكلاب ومواء القطط، فهل تصبح الحيوانات في أيامنا القادمة هي
دليل البشرية للتنبؤ بالكوارث الطبيعية؟
الهدهد يعرف البشر ويعلم ما يفعل البشر: أخبرنا الله في القرآن أن الهدد الذي أخبر سليمان عليه
السلام أن جاء إليه من سبأ بخبر
يقين "وجئتك من سبأ بنبأ يقين ..." فالهدهد يعلم أن الأرض التي كان بها هي
ارض سبأ، وأن القوم يعبدون الشمس من دون الله، وأن من تحكمهم امرأة، فهل لو رأينا هدهد
نستطيع أن نعرف مثل هذه المعلومات عنه. هل يعلم أحد منا أن حيواناً ما يعلم أن
في أمر ما إيذاء له ويفعله، الإنسان فقط هو من يفعل أشياء تضره ولا تنفعه رغم علمه
بهذا الضرر فقد يأكل إنسان طعام يعلم أنه يضره، بل قد ينتحر بعض البشر، ولكنا لا نعلم
حيوان يقدم على فعل قد يضره.
هل بعد قراءة هذه السطور نقول لأحد نغضب
منه أنك غبي مثل الحيوان؟ الحيوان من الغباء بريء، ولنتعلم من ذكاء الحيوانات ما ينفع
البشرية في طريق نهضتها في الأيام الحالية والمستقبلية.
مقال اكثر من رائع
ردحذفجزاكم الله خيرا
حذف